هي مقولة عنه كرم الله وجهه الإمام علي بن أبي طالب، إن كل متوقع آت، تستوقفني طويلا، وقد قرأت ما كتبته «روندا بايرن» في كتابها «السر« The Secret والذي يدور حول فكرة قانون الجذب Law of Attraction وعنه تقول إنه قانون طبيعي ليس موجها لشخص معين، هو حيادي مثل قانون الجاذبية الأرضية، بمعنى أن أفكارك تحدد التردد الخاص بك وتنبئك مشاعرك بطبيعة التردد الذي تكون عليه، فعندما تصبح مشاعرك أو أفكارك سيئة، فإنك تكون على تردد يجذب مزيدا من الأمور السيئة، وعندما تشعر بشعور طيب، فإنك تجذب بقوة مزيدا من الأمور الطيبة إليك، والشعور بالحب هو أعلى تردد يمكنك أن تبثه، كلما زاد، زاد مقدار ما تمتلكه من قوة وطاقة.
تقول إن للأفكار قوة مغناطيسية كما أن لها ترددا، وعندما تفكر يتم إرسال تلك الأفكار إلى الكون وتجذب إليها كل الأشياء الشبيهة التي على نفس التردد، كل شيء يرسل للخارج يعود إلى مصدره وهو أنت...أنت مثل برج البث، ولكنه هنا بشري تبث تردد أفكارك من خلاله، إذا أردت أن تغير أي شيء في حياتك فلتغير التردد بتغيير أفكارك، هذه الأفكار الحالية تشكل حياتك المستقبلية، ما تركز عليه غالبا أو تفكر فيه سوف يظهر في حياتك.
هذا واحد من أصعب المفاهيم التي يمكن استيعابها، ولكن في تراثنا مفاهيم تدل على نفس الفكرة: تفاءلوا بالخير تجدوه..مثل يعطي معنى مشابه لقانون الجذب هذا.
قد تشعر وأنت تقرأ هذه المفاهيم برغبة في مقاومتها لأنك ستقول ببساطة إنك مثلا لم تجذب حادث سيارة إلى نفسك ولم تجذب ديونا عليك ولم تجذب أيا من الأشياء السيئة التي قد تحدث لك، ولكن هناك ردود أفعال تختلف من شخص لآخر عند حدوث أمر ما..وهناك إرادة تحركنا وتختلف أيضا من شخص لآخر وهذا يترتب عليه قرارات تغير مجرى حياتنا.
للتفكير قوة..هذا صحيح، ويؤكده د.إبراهيم الفقي رحمه الله في كتابه «قوة التفكير»، ويؤكد في جزء منه ما أقوله لك هنا، وهو أنك لو فكرت مثلا في القلق، فستكون حساسا جدا لأي شيء يسبب القلق وستجد نفسك تلاحظ أشياء تقلقك، وأن في المخ منطقة تسمى منطقة المنطق وهي موجودة في العقل التحليلي تعطي منطقا لأي فكرة تفكر فيها وتكون حساسة للتركيز على أي شيء يدل على الفكرة.
هل فكرت مثلا في سيارة تريد شراءها فبدأت ملاحظة سيارات من نفس نوعها في كل مكان؟ هل فكرت في شخص معين ووجدته يتصل بك؟ ستجد أيضا أن منطقة المنطق هذه ستعطيك كل المنطق لكي تدعم رأيك، فلو فكرت في الفشل وقلت لنفسك إنك فاشل، سترى نفسك كذلك وسترى الفشل حولك، ولو فكرت في الوحدة أو الإحباط أو الحسد أو الكره أو في أي من الأفكار السلبية ستعمل هذه المنطقة في مخك ضدك وستصبح هذه الطريقة جزءا من (عاداتك).
يذكر في كتابه مثالا بسيطا يوضح الفكرة، لو عصرنا تفاحة فهل سينتج عصير عنب؟ بالطبع لن ينتج إلا عصير التفاح، ولو أضفنا نقطة حبر ملون إلى زجاجة مملوءة بماء نقي سيندمج الماء مع الحبر..
الإنسان يعطي ما بداخله! فلو كان متسامحا سيتسامح على كل المستويات ومع أي شخص، وملفات العقل نقية ولكن الأفكار هي التي تجعلها ملفات سلبية أو إيجابية.
لو أردت تغييرا يجب أن تحدث تغييرا في الملفات الداخلية وستجد ذلك يحدث في عالمك الخارجي، (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
وفي هذه الآية ذلك المعنى العميق لكل ما تتحدث عنه كتب، والذي نحتاجه لنجذب نحونا كل ما نريد! حتى من يعطيك وهو الله، يريدك أن تخرجه من داخلك إلى خارجك بالدعاء والعمل.
كن ما تريد..نعم تستطيع.
اذا أردت الحصول على نسخة عربية من كتاب السر مجانا تواصل معي عبر البريد الإلكتروني Sary.tarot@gmail.com
إرسال تعليق